( العلامة الرابعة : كثرة الزلازل )
وهذه العلامة بالرغم من أن كثيرا ممن كتب في علامات الساعة في الماضي والحاضر يرى أنها وقعت ، وكلّ في عصره يتكلم عن بعض الرجفات التي سمع بها ، إلا أنني أرى أنه يُقصد بها وقوع الزلازل بطريقة غير معهودة ، بحيث يصدق عند وقوعها القول أن الزلازل قد كثرت بشكل غير معهود .
ويرى البعض أن هذه العلامة ملحوظة في زماننا ، فما من شهر أو حتى أسبوع إلا وتطلعنا نشرات الأخبار على وقوع رجفة هنا أو هناك ، إلا إنه يمكن القول أن الزلازل حتى في عصرنا لم تأخذ شكلاً غير معهود يصدق عليه المراد في الحديث ، وإن كان ما نعيشه قد يكون من إرهاصاته .
وفي تصوري أن كثرة الزلازل تكون في مرحلة معينة تمر بالكرة الأرضية بحيث يكثر اهتزازها ، ويقل توازنها بشكل غير معهود ؛ والذي يعزز عندي هذا التصور ما ورد في بعض الآثار منها قول النبي r لابن حوالة : } يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتِ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ { ([1])
ومنها ما ورد عن سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ t عن النبي r قَالَ : } .. وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مُوتَانٌ شَدِيدٌ وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلَازِلِ . { ([2])
فالحديث الأول يربط بين نزول الخلافة وبين قرب الزلازل مما يدل على أن كثرة الزلازل يراد بها شيئاً غير ما نعهده الآن .
أما الحديث الثاني فيشير إلى وقوع موت شديد في الأرض ، وبعده سنوات الزلازل مما يدل على أن للزلازل مرحلة معينة غير معهودة بالنسبة للكرة الأرضية ، يكثر فيها اهتزاز